الاثنين، 18 أكتوبر 2010

تكيس المبايض CYSTIC OVARY


 تكيس المبايض CYSTIC OVARY من أهم الأمراض التى تواجه طبيب النساء والولاده،  وبسؤال طبيب النساء المختص د.نجيب ليوس شرح لنا الحالة:

هو مرض يصيب المبايض حيث يحدث فيه اضطراب لعملية الإباضة الطبيعية بسبب خلل هرموني في الجسم وهو يكون أحيانا متلازما مع عدة أعراض تظهر معا على المريضة وحينها يسمى بمتلازمة تكيس المبايض مثل اضطرابات الدورة الشهرية وازدياد وزن الجسم وظهور الشعر الخشن في مناطق مختلفة من جسم المرأة، و أحيانا لا يكون للمرض أي أعراض ويمكن اكتشاف وجوده مصادفة أثناء الفحص الروتيني للمريضة.
مدى انتشار المرض و نسبة ظهوره: من الأمراض النسائية الشائعة جدا وتتفاوت نسبة الإصابة به من بلد إلى آخر والمعدل العام لنسبة الإصابة يتراوح من 5-10% وهناك تزايد لهذه النسبة بدون معرفة الأسباب.
 أسباب ظهور المرض: الأسباب الحقيقية لظهور المرض غير معروفة ويعتقد أن هناك طبيعة وراثية للمرض ويعتقد بان جينه من النوع السائد ويتصاحب ظهوره عند النساء مع الصلع الرجالي الطبع عند النساء والموروثة الجينية للمرض غير مكتشفة لحد الآن، وأكثر الأعمار إصابة بهذا المرض هو في سن المراهقة حيث تحدث زيادة سريعة للوزن في هذا العمر وكذلك تحدث تغيرات هرمونية سريعة أيضا.
بعض الدراسات تبين أن فعالية مستقبلات هرمون الأنسولين لها علاقة بالموضوع كما أن بعض الأدوية مثل علاج الصرع تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض لدى مستخدميها.
 أعراض المرض: سبق وذكرنا أن أعراض المرض متفاوتة جدا ويمكن أن يتم اكتشاف المرض بالصدفة أثناء الفحص الدوري للمريضة ويتم تشخيصه بالاعتماد على صورة المبيض بالا لتراساوند وهي وجود 10-12 بويضة بحجم 8-10 ملم منتشرة في محيط المبيض.
أما الأعراض الباقية فهي:
1- اضطراب في الدورة الشهرية وهذا الاضطراب يأتي على شكل انقطاع أو تباعد في الدورة والانقطاع قد يكون أولي أو ثانوي معتمدا على درجة الإصابة بالمرض.
2- ضعف واضطراب في عملية التبويض وهذا يؤدي إلى تأخر الحمل وحالات عقم أولية أو ثانوية.
3- زيادة في الوزن حيث يكون معدل وزن المريضة BMI>30KG وعادة تكون الزيادة في الوزن متمركزة في الجذع والأطراف وهذا يحدث بسبب اضطراب في مستوى الدهنيات في الجسم ومنها مادة Leptin .
4- ظهور شعر خشن في مناطق مختلفة من جسم المرأة ومنها الذقن ومنطقة الشارب وكذلك  أسفل البطن والصدر وهذا يحدث نتيجة اضطراب في الهرمون الذكري.

5- زيادة نسبة الإصابة بحب الشباب وتصبح البشرة دهنية.
6- الإسقاط المتكرر بسبب ارتفاع هرمون LH في الجسم.
7- قد يصاحب المرض ارتفاع في ضغط الدم وكذلك مرض السكري.
أسباب ظهور هذه الأعراض: ليس واضحا تماما التغيرات الهرمونية التي تحدث في تكيس المبايض ولكن أهمها هي ارتفاع مستوى هرمون الأنسولين في أكثر من 50% من الحالات، و هذا الهرمون يفرز من غدة البنكرياس ووظيفته الأساسية هي التصاقه بغشاء الخلية ومن ثم يحمل جزئيات الكلوكوز ويمررها من الدم إلى داخل الخلايا التي تقوم باستخدامها لإنتاج الطاقة والقيام بالعمليات الايضية.
أما في تكيس المبايض فهذه الجزيئات غير قادرة على القيام بهذا العمل رغم التصاقها الطبيعي بجدار الخلية مما يعطي هذا الوضع إيعازا لغدة البنكرياس بالاستمرار بفرز الهرمون لتعويض نقص الفعالية وبالتالي ارتفاع مستوى الهرمون. وينعكس هذا التأثير على المبايض ويمكن تلخيصها في نقطتين أساسيتين:
     1- اضطراب في استجابة المبايض للإشارات الهرمونية الصادرة من الدماغ والمسئولة عن تكون البويضات مما يؤدي إلى توقف نمو البويضات مبكرا وبقاؤها في المبايض على شكل أكياس صغيرة متجاورة.
     2- ازدياد إفراز الهرمون الذكري من المبايض وكذلك زيادة تحسس خلايا الجسم لهذا الهرمون.
التشخيص: تشخيص المرض ليس بالأمر الصعب في الوقت الحالي ويعتمد على ثلاثة عوامل:
أولا: الفحص السريري للمريضة ومشاهدة الأعراض المذكورة سابقا.
ثانيا: بعض الفحوصات المخبرية مثل:
1-ارتفاع هرمون LH
2- ارتفاع في مستوى هرمون الأنسولين رغم أن مستوى السكري في الدم طبيعي وهنا يرجع إلى عدم فعالية مستقبلات الهرمون مما يترتب عليه زيادة في إفرازه.
3- ارتفاع مستوى الهرمون الذكري Testosterone.
4- ارتفاع مستوى هرمون الحليب.
5- ارتفاع هرمون الاسترادايول والاسترون.
6- انخفاض مستوى مستقبلات الهرمونات الجنسية.
7- وأحيانا يكون المرض مصاحبا لاضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية وهرمون الحليب.
ثالثا: الطريقة الأمثل لتشخيص الحالة هي بإجراء فحص الألتراساوند البطني أو المهبلي ويفضل الفحص المهبلي لدقته حين تصل دقة التشخيص فيه إلى 100% بينما تكون هناك احتمالات الخطأ في الفحص البطني بنسبة 30% و المنظر المعروف لتكيس المبايض هو ظهور أكياس صغيرة يتراوح عددها من 10-12 أو أكثر بقياس 8-10 ملم منتشرة على شكل حلقة مثل حبات اللؤلؤ (string of pearls) وكذلك يحدث تضخم في حجم المبيض حيث يزداد حجمه مرة و نصف إلى ثلاث مرات عن الحجم الطبيعي كما يلاحظ زيادة تركيز نسيج المبيض في الوسط.
العلاج: ينصب علاج مرض تكيس المبايض على الأعراض المصاحبة له حيث لا يوجد علاج شافي من هذا المرض.
أولا: اضطرابات الدورة الشهرية: يمكن معالجة هذا الأمر باستخدام حبوب منع الحمل أو حبوب البروجيسترون بانتظام مع استخدام حبوب Metformine بعيار يتناسب مع وزن المصابة والاستمرار في أخذها لحين انتظام هرمونات الجسم.
ثانيا: ظهور الشعر الخشن: وهذا يتم بأخذ حبوب مضادة للهرمون الذكري ولكن هذه العلاجات تتطلب فترة من 6-8 شهور لحين حدوث متغيرات في خشونة الشعر ولهذا ينصح باستخدام الطرق الأخرى لإزالته لحين بدء عمل هذه العلاجات مثل الكي بالليزر واستخدام مزيلات الشعر المختلفة.
ثالثا: زيادة الوزن: هناك رابط قوي جدا بين زيادة الوزن والمرض وكلا الأمرين يؤديان إلى بعضهما إذ أن زيادة الوزن ممكن أن تترافق مع اضطراب في الهرمونات وهذه بدورها تؤدي إلى حالة التكيس والعكس صحيح إذ يمكن أن تكون الاضطرابات الهرمونية هي السبب في ازدياد الوزن وينصح جدا باستخدام البرامج الغذائية وإجراء التمارين الرياضية لتخفيف الوزن لكي يتوازن هذا الاضطراب الهرموني.

رابعا: العقم: ويقسم علاج العقم إلى نوعين
1- العلاج الدوائي 2- العلاج الجراحي
العلاج الدوائي: هنا تقسم العلاجات الدوائية أيضا إلى قسمين: النوع الأول هو حبوب أل Metformine التي تساعد على انتظام هرمونات الجسم وتقلل من شدة المرض وتزيد من استجابة المبايض للعلاجات المنشطة ويجب الاستمرار على هذه العلاجات لمدة تتراوح بين 3-12 شهرا وهذه الفترة تعتمد على مستوى هرمون الأنسولين في هذه الحالة وكذلك يساعد هذا العلاج على عدم حدوث استجابة مفرطة عند استخدام ابر أو حبوب تنشيط المبايض وأيضا ينصح باستخدام هذه الحبوب خلال فترة الأشهر الأولى من الحمل لتقليل نسبة الإسقاط في هذه الفترة.
أما العلاج الثاني فهو إعطاء المريضة هرمونات تحريض الإباضة أما على شكل حبوب Clomid أو ابر الهرمونات FSH,LH مع المراقبة الدقيقة للمبايض وتحديد أيام الإباضة وعند حدوث الإباضة تكون نسبة حدوث الحمل حوالي 40%.
العلاج الجراحي: الطريقة القديمة للتداخل الجراحي للمبيض هي باستئصال جراحي لجزء من المبايض وهذه تحتاج إلى فتح بطن المريضة مما قد ينتج عنه التصاقات والتي تؤدي بدورها إلى العقم و لم يعد لهذه العملية أي استخدام في الوقت الراهن. أما العمليات الحديثة فهي بإجراء تثقيب للمبايض عن طريق المنظار ألبطني ونسبة نجاحها تصل من 50-70% إذا تم عملها بدقة على يد أخصائي مقتدر.
المضاعفات بعيدة الأمد للمرض:
1- مرض السكري.
2- سرطان الرحم.
3- ارتفاع ضغط الدم.
4- بعض أمراض القلب والشرايين.
5- اضطراب الشحوم والدهون في الجسم وإفراطها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق